ثلاثة ارباع ونصفين
في كل يوم تتقطع نفسي الى اشلاء , ارباع واخماس واسداس وانصاف ما عاد للنفس بقاء
وما عاد للنفس سعادة وما عاد لها رغبة في البقاء او الفناء
لملمت نفسي وما تبقى منها ووضعتهما في وعاء
ورميت منها كل ايام السعاده وكل ايام الفرح وكل ايام الحزن وكل ايام الشقاء
رميت منها كل ما يشدني الى الماضي او الحاضر او المستقبل .
كي يسهل علي ان اسير بدون هذا الحمل الثقيل
جهزت حقيبتب ووضعت فيها ما يكفيني من الزاد لسنتين , بضع صور وقليل من الاوراق وقلم, والقليل من الذكريات , ومصباح لينير لي ظلمة نهاري وظلمة ايامي
طرحت من ذكرياتي بعض الكلمات والابجديات ,طرحت منها كل حرف ينادي وطرحت منها كل حرف يعادي وكل حرف يصادق وكل حرف ينافق وكل حرف يداهن وكل حرف يزاود و يراهن.
ليس في ابجديتي احرف تنادي امة ماتت ومات ضميرها وماتت اطلالها وما عاد احد يذكرها .
وليس في ابجديتي احرف تعادي من كان في يوم من الايام حبيب .
وليس في ابجديتي احرف تصادق من كان سبب من اسباب مأساتي.
وليس في ابجديتي احرف تنافق اصحاب الكراسي والمعالي والسياده والنيافه .
وليس في ابجديتي احرف تراهن على شعب اهترأت من تحته الحديده وان تداهن رجال هم اقرب منه الى اشباه الرجال .
لذا لملمت نفسي وحملت امتعتي وقررت ان اسافر الى المجهول الى حيث لا اعرف احدا والى حيث لا يعرفني احد الى مكان تكون فيه للانسان نفس وكيان .
فليس عندي وقت للبقاء وليس عندي وقت للسفر وليس عندي وقت للتقدم او للتأخر وليس عندي وقت للفرح وكذلك للحزن .
فانا مشغول من شدة الفراغ , ومهموم من كثرة الفرح ,ومتعب من كثرة الراحه .
هكذا انا وهكذا هي نفسي .
